توالي حوادث “الشارجورات” المزورة.. تهديد مستمر لحياة المغاربة

هبة بريس – عبد اللطيف بركة

في واقعتين متتاليتين خلال 48 ساعة فقط، شهدت مدينتان مغربيتان اندلاع حرائق ناتجة عن شواحن هواتف مزورة، مما أسفر عن إصابات خطيرة.

وفي حالة مؤلمة، توفيت عجوز سبعينية في حادث انفجار شاحن هاتف بمنزلها في حي زواغة بفاس، هذه الحوادث تثير تساؤلات خطيرة حول المخاطر المتزايدة التي تمثلها “الشارجورات” المزورة على حياة المواطنين، في ظل انتشار هذه المنتجات المقلدة في الأسواق المغربية.

– حوادث تودي بحياة المواطنين

يوم الأربعاء من الأسبوع الجاري، شهد حي أموني في مدينة آسفي حادثة مأساوية حينما اندلعت النيران في منزل إثر استخدام شاحن هاتف مزور، الحريق أسفر عن اختناق عدد من الأشخاص وإصابات بحروق متفاوتة في أنحاء متفرقة من الجسم، وفي الحادث الثاني الذي وقع يوم أمس الخميس، وقعت مأساة في حي زواغة بمدينة فاس، حيث انفجر شاحن هاتف مزور داخل منزل عجوز سبعينية، ما أدى إلى وفاتها احتراقًا. هذه الحوادث تثير القلق المتزايد حول تأثير الشواحن المقلدة على سلامة المواطنين.

– الشواحن المقلدة…بين الجودة والسعر

في العديد من الأسواق المغربية، خاصة في “السويقات” التي تنتشر في المدن الكبرى، يواجه المواطنون خيارًا صعبًا عند شراء شواحن هواتفهم بين من يختار شواحن أصلية تأتي من العلامات التجارية المعروفة، وآخرون يختارون أنواع مقلدة، يكون الفارق في السعر هو العنصر الأكثر تأثيرًا في اتخاذ القرار.

الشواحن المقلدة، التي تُباع بأسعار منخفضة، تحظى بشعبية كبيرة نظرًا للقدرة الشرائية المحدودة للكثير من المغاربة، الذين يفضلون شراء المنتج الأرخص رغم معرفتهم بمخاطره.

ورغم أن بعض التجار يعرضون منتجات أصلية وذات جودة عالية، إلا أن الشواحن المقلدة تظل الخيار المتاح للعديد من المستهلكين، الذين يرون أنها قد تكون بديلًا أرخص في حال تضررها أو تلفها. ولكن، كما يظهر من هذه الحوادث، فإن المخاطر الناتجة عن استخدام شواحن غير مطابقة للمواصفات قد تكون قاتلة.

– مسؤولية الجميع

ما يزيد من تعقيد القضية هو غياب حملات توعية فعالة من قبل الحكومة حول خطر استخدام الشواحن المقلدة، وضرورة الالتزام باستخدام منتجات تطابق المعايير الوطنية للسلامة.

المختصون في مجال الاستهلاك يرون أن هناك تقصيرًا من الحكومة في محاربة هذا النوع من المنتجات المقلدة، سواء عبر المعابر الحدودية أو من خلال الرقابة على الأسواق، ويشيرون إلى أن غياب الرقابة يتيح لهذه المنتجات الخطيرة الانتشار في الأسواق المحلية.

من جانب آخر، تتحمل أيضًا المسؤولية بعض فئات المستهلكين الذين يفضلون شراء الشواحن المقلدة رغم معرفة المخاطر المرتبطة بها، إذ يعتبر بعضهم أن شراء منتج مقلد هو الحل الوحيد لتلبية احتياجاتهم في ظل الأسعار المرتفعة للمنتجات الأصلية.

– هل من حلول؟

يتفق العديد من الخبراء على أن هناك حاجة ماسة لتوعية المواطنين بمخاطر الشواحن المقلدة، وتوفير بدائل صحية وآمنة بأسعار معقولة، كما يجب على الحكومة تعزيز الرقابة على الأسواق، وتشديد العقوبات على تجار الشواحن المزورة، بالإضافة إلى العمل على تسهيل وصول المواطنين إلى الشواحن الأصلية التي تتوافق مع معايير السلامة.

من جانب آخر، يجب على التجار توفير خيارات متنوعة من الشواحن الأصلية بأسعار منافسة، خاصة في الأماكن التي تكون فيها القدرة الشرائية ضعيفة، مع التأكيد على أن “التوفير” في هذه الحالة قد يكون أغلى من تكلفة الشاحن الأصلي عندما يتعلق الأمر بحياة المواطن.

إن الحوادث المتزايدة نتيجة استخدام الشواحن المزورة تستدعي اتخاذ إجراءات عاجلة، على الحكومة والمستهلكين على حد سواء أن يتحملوا المسؤولية في حماية أرواح المغاربة من هذه المنتجات الخطيرة. قد تكون حملات التوعية وتعزيز الرقابة على الأسواق هي بداية الحل، ولكن الأهم هو تغيير الثقافة الاستهلاكية لدى المواطنين والعمل على توفير منتجات تفي بمتطلباتهم دون أن تشكل تهديدًا لحياتهم.



قراءة الخبر من المصدر

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى