
المجلس الجماعي لتزنيت وقصة “البالوعة” التي تهدد حياة المارة
هبة بريس – عيد اللطيف بركة
في واحدة من أغرب الحكايات التي يتداولها سكان مدينة تيزنيت، يستمر المجلس البلدي في تجاهل “البلوعة الشهيرة” التي تتربص بالمارة في ملتقى شارع 20 غشت وشارع الحسن الثاني.
هذه البالوعة التي تحولت إلى سيف مسلط فوق رؤوس المواطنين، أصبح الحديث عنها يشبه عادة مريرة، لا تُذكر إلا عندما تقع حادثة أخرى أو يرفع التجار أصواتهم، ولكن كالعادة، لا أحد يلتفت إليهم.
تجار المدينة، الذين اعتادوا على إغلاق محلاتهم كل مساء، بعضهم قام بمبادرة حجب الفجوة المدمرة بغطاء خشبي مؤقت ، رفعوا أصواتهم عدة مرات للمجلس الجماعي، مطالبين بتغطية هذه البالوعة التي لا تكاد تنطفئ أضواء النهار حتى تتخذ مكانها كفخ للمارة في الظلام، ورغم الشكاوى المتعددة، بقيت الاستجابة مثل الهواء، غير مرئية وغير مسموعة.
إلى أن وصل الأمر إلى مرحلة، حيث بدأت الحكايات تروي عن حادث مروع سابق شهدته مدينة بركان بعد سقوط امرأة وطفلتها في بالوعة مفتوحة ، وهو ما خلف وفاة طفلة ونجاة والدتها بعد تدخل لمصالح الوقاية المدنية، واسترسل الحادث تحديد المسؤوليات فما كان سوى أن يكون لصوص القطع الحديدية وراء الحادث ، بينما لم توجه أصابع الاتهام إلى تخاذل المجلس الجماعي في إغلاق البالوعة قبل ان تغمرها مياه الأمطار .
الآن، وفي وجه أزمة “بالوعة ” تزنيت ، تجد مصالح الجماعة نفسها تتقاذف المسؤولية، حيث تقول أن شركة الاتصالات هي المسؤولة عن هذه البالوعة لأنها صاحبتها، فهل من المعقول أن تتحول حياة الناس إلى كرة يتقاذفها هذا وذاك؟ وإذا كانت البالوعة تخص شركة الاتصالات، أليس من واجب المجلس البلدي أن يسعى إلى حل المشكلة بدلاً من المساهمة في تضخيمها؟.
المواطنون أصبحوا يطالبون اليوم بالتدخل العاجل لحماية أرواحهم، فهم لا يرغبون في أن تتحول مدينتهم إلى مسرح للمآسي التي بالإمكان تفاديها من المفترض أن تكون البنية التحتية وسلامة المواطنين أولى أولويات المجلس البلدي، لا أن تظل هذه القضايا تتناثر بين المجالس المنتخبة والشركات الخاصة دون حل حاسم.
إذا كانت تيزنيت تفتخر بتقاليدها العريقة، فإن أحد تقاليدها الجديدة يبدو أنه “السقوط في البالوعات المفتوحة”فهل سيكون هذا هو التاريخ الذي يود المجلس البلدي أن يُخلد في ذاكرة المدينة؟ إذا كان الأمر كذلك، فليعلم الجميع أن المدينة ليست بحاجة إلى مزيد من الفجوات التي تبتلع كل شيء، بما في ذلك المسؤولية.
تابعوا آخر الأخبار من هبة بريس على WhatsApp
تابعوا آخر الأخبار من هبة بريس على Telegram
تابعوا آخر الأخبار من هبة بريس على X