
اعتقال إمام أوغلو يشعل احتجاجات واسعة في تركيا
هبة بريس
شهدت تركيا زلزالًا سياسيًا بعد اعتقال رئيس بلدية إسطنبول، أكرم إمام أوغلو، صباح الأربعاء، بتهم تتعلق بالفساد والارتباط بمنظمات إرهابية.
جاء ذلك قبل أيام من الانتخابات التمهيدية داخل حزب الشعب الجمهوري، حيث كان يُنظر إلى إمام أوغلو كأبرز منافس محتمل للرئيس رجب طيب أردوغان في الانتخابات الرئاسية المقبلة.
تصاعد الأزمة السياسية
اعتقال إمام أوغلو لم يكن الحدث الوحيد الذي هز الساحة السياسية التركية، حيث شنت السلطات حملة اعتقالات طالت أكثر من 100 شخص، بينهم مسؤولون حاليون وسابقون في بلدية إسطنبول.
كما أعلنت جامعة إسطنبول إلغاء شهادة إمام أوغلو الجامعية بدعوى وجود “مخالفات”، وهو ما قد يمنعه من الترشح للانتخابات مستقبلاً، إذ يشترط القانون التركي حصول المرشح على شهادة جامعية معترف بها.
ردود فعل محلية ودولية
أثار اعتقال إمام أوغلو موجة احتجاجات واسعة في إسطنبول وعدة مدن تركية، حيث خرج آلاف المتظاهرين إلى الشوارع للتنديد بالقرار، رغم فرض السلطات حظرًا على التظاهر.
وواجه المتظاهرون قمعًا أمنيًا باستخدام الغاز المسيل للدموع والهراوات، ما أدى إلى وقوع اشتباكات واعتقالات.
و على المستوى الدولي، أعربت شخصيات سياسية ودول عن قلقها من تدهور الأوضاع السياسية في تركيا.
ووصفت المعارضة التركية الاعتقال بأنه خطوة ذات دوافع سياسية تهدف إلى إقصاء إمام أوغلو من المشهد السياسي، تمامًا كما حدث مع شخصيات معارضة أخرى في السنوات الأخيرة.
انعكاسات اقتصادية
لم تتوقف تداعيات اعتقال إمام أوغلو عند الجانب السياسي، بل امتدت إلى الاقتصاد، حيث شهدت الأسواق المالية اضطرابات حادة.
و تراجع مؤشر البورصة التركية بنسبة 6.87% قبل تعليق التداول، بينما هبطت الليرة إلى مستويات غير مسبوقة، متجاوزة حاجز 38 ليرة مقابل الدولار.
كما أعلن بنك الاستثمار الأمريكي Morgan Stanley انسحابه من السوق التركية، مما زاد من حالة عدم الاستقرار الاقتصادي.
هل ينجح أردوغان في إحكام قبضته؟
يرى محللون أن هذه التطورات تعكس استراتيجية أردوغان لإحكام قبضته على السلطة عبر القضاء على المعارضة قبل الانتخابات.
ورغم الإجراءات الأمنية المشددة، فإن الاحتجاجات المستمرة تُظهر أن الشارع التركي لم يعد مستعدًا لقبول هذه السياسات دون مقاومة.
مع استمرار التوترات، يبقى السؤال المطروح: هل ستؤدي هذه الخطوة إلى إخماد المعارضة، أم أنها ستشعل فتيل موجة جديدة من الغضب الشعبي قد تؤثر على مستقبل الحكم في تركيا؟
تابعوا آخر الأخبار من هبة بريس على WhatsApp
تابعوا آخر الأخبار من هبة بريس على Telegram
تابعوا آخر الأخبار من هبة بريس على X