إعلان الإلحاد في رمضان.. جدل واسع في الجزائر

تشهد الجزائر في الآونة الأخيرة حالة من التوتر الاجتماعي، حيث خرجت بعض المجموعات التي تعلن بشكل صريح تمردها على شعائر الدين الإسلامي، خاصة في شهر رمضان. فمنذ بداية الشهر الفضيل، برزت احتجاجات غير مسبوقة، حيث قامت بعض العناصر التي تتبنى أفكار الإلحاد والعلمانية بإعلان إفطارهم بشكل علني أمام عدسات الكاميرات وعلى منصات التواصل الاجتماعي، متحدين قدسية شهر رمضان.

وكان من أبرز الحوادث التي أثارت الجدل في الأيام الأخيرة، مقطع فيديو نشر على منصات التواصل الاجتماعي يظهر مجموعة من الشباب، بينهم نساء وقاصرين، يقتحمون أحد المساجد ويصرخون بأعلى صوتهم قائلين: “احنا يهود ما نصوم ولا نصلي”، في تحدٍ صارخ للمقدسات الدينية. وقد لاقى هذا التصرف استنكارًا واسعًا من المجتمع، حيث ظهرت ردود فعل غاضبة من المواطنين الذين استنكروا التصرفات غير المقبولة، مطالبين باتخاذ إجراءات قانونية ضد هذه المجموعات.

هذا التصرف لم يكن مقتصرًا على المساجد فقط، بل امتد ليشمل سلوك بعض النساء اللاتي خرجن إلى الشوارع في شهر رمضان بملابس قصيرة وضيقة وكأنهن في فصل الصيف، دون احترام لحرمة الشهر الفضيل. وزادت هذه الظواهر من حالة الغضب الشعبي، حيث أشار البعض إلى أن هذه التصرفات تتنافى مع تقاليد وعادات الشعب الجزائري الذي يحترم شهر رمضان ويقدس شعائره.

وما يزيد من تعقيد الوضع هو أن هذه المجموعات التي تدعو إلى العلمانية والإلحاد تشارك في حملة إعلامية لانتقاد الإسلام وشعائره، مؤكدة أن العلمانية والإلحاد هما السبب في تقدم الدول الأوروبية والأمريكية. ورغم انتشار الفيديوهات والتصريحات المسيئة عبر منصات التواصل، فإن السلطات لم تتخذ أي إجراءات ضدهم حتى الآن، مما يزيد من شعور المواطنين بالإحباط والغضب.

في حين أن هناك من يرى أن هناك تمييزًا في التعامل مع هذه المجموعات مقارنة بمن يتعرضون للانتقاد بسبب مواقفهم السياسية.

هذا الوضع يعكس حالة من الاحتقان الاجتماعي والتحديات التي تواجه المجتمع الجزائري في الحفاظ على هويته الدينية في ظل تزايد الأصوات المعارضة لثوابت الدين، وهو ما يثير تساؤلات حول حرية التعبير وحدودها في البلاد.



قراءة الخبر من المصدر

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى